إذا كانت التوبة تُطهَّر القلوب وتغسل الذّنوب؛ لأنّ التّائب من الذّنب كَمَن لا ذنبَ له، فإنّها أوثق فرصة من فرص فتح القلب على حُبَّ الله والعودة إليه.
يقول النّبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «ليسَ شيء أحبّ إلى الله من مؤمنٍ تائبٍ أو مؤمنةٍ تائبة».
ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم): «لله أفرَح بتوبِة عبدهِ من (العقيم) الواِلد، ومن (الضّالَّ) الواجِد، ومن (الضمانِ) الوارِد».
ولأنّ الله تعالى (ودود)، فإنّه: «يَقبَلُ التّوبةَ عَن عِبادِهِ ويَعفُو عَنِ السُيَّئاتِ» (الشورى /25)
يفرح بها لأنّه مُعلَّم الحُبّ الأّوّل.. هو ليس بحاجة إليها، بل فرحة بحبيبِ تائب.
فهو تعالى يحبّ النّادمين؛ لأنّ النّدم توبة، ويقول الإمام الباقر (عليه السلام)، ُمعلَّماً بعض الذين أضعفت الذّنوب حبّهم الله: «استرجع سالف الذّنوب بشدّة النّدم وكثرة الاستغفار»! وحُسن -الاعتراف ـ كما قيل ـ يهدم الاقتراف.
ويُصوَّر الإمام عليّ (عليه السلام) حبّ الله تعالى للتّائب، بقوله: «مَن تابَ تابَ الله عليه، وأمرت جوارحه أن تستر عليه، وبقاع الأرض أن تكتم عليه، وأنسيت الحفظة ما كانت تكتب عليه»!
فأيّ حبًّ فياض وجيّاش يقف في انتظار التّائبين؟!
وفيما أوحى الحبيب ـ عزّ وجّل إلى داود النّبيّ (عليه السلام): «یا داود! إنّ عبدي المُؤمِن (الُمسِلم) إذا أذنبَ ذنباً، ثمّ رجع وتابَ من ذلكَ الذّنب، واستحيى منيَّ عندَ ذكرهِ، غفرتُ له، وأنسيتهُ الحفظة وأبدلتهُ الحسنة، ولا أبالي، وأنا أرحمُ الرّاحمين».
وحسبك أنّ الله يحب التّوابين.. لتتوب.. ليكون ذلك أولى علامات أو درجات توطيد المحبّة له.. إنه لم يخلق الجنّة لتكون (لنُّخبة) أو (علية القوم)، إنّها مفتوحة لكلَّ مَن يُحبّ أن يسكن فيها، والتّائبون من ذنوبهم منهم.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق